يوم التأسيس مجد يتجدد عبر العصور

مكة المكرمة
يحلّ علينا يوم التأسيس مستحضرًا لحظة تاريخية حاسمة، حينأسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ(1727م)، ليضع بذلك اللبنة الأولى لمملكة عظيمة، تضرب جذورها فيعمق التاريخ، وترسّخ مكانتها بين الأمم.
في هذا اليوم المجيد، نستذكر أمجاد الأجداد، ونتأمل في مسيرةالبناء والتوحيد التي قادها الأئمة والملوك عبر العصور، حتى أصبحنااليوم في عهدٍ مزدهر، يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بنعبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
بهذه المناسبة، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله، وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله، سائلين الله أن يديم على وطننا نعمة الأمن والرخاء والازدهار،
وأن يحفظ قادتنا ويمدّهم بعونه وتوفيقه لمواصلة مسيرة العطاء والنماء.
محطات مشرقة في تاريخ الوطن
لم يكن تأسيس الدولة السعودية وليد لحظة عابرة، بل هو امتداد لرؤيةواضحة ونهج ثابت، بدأ منذ أكثر من ثلاثة قرون. فمع تأسيس الدرعيةعلى يد الإمام محمد بن سعود، بدأت رحلة التوحيد التي استمرت عبرالدولة السعودية الثانية، حتى جاء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلسعود - طيب الله ثراه - ليكمل المسيرة ويوحد المملكة تحت راية واحدةعام 1351هـ (1932م).
ومنذ ذلك الحين، شهدت المملكة نهضة شاملة في مختلف المجالات،بفضل القيادة الحكيمة التي حرصت على تحقيق الأمن والاستقراروالتنمية، لتصبح السعودية اليوم قوةً اقتصادية وسياسية عالمية، ورائدةفي مسيرة التحول والتقدم برؤية 2030.
قصيدة تتجدد مع الذكرى
في كل عام، ومع تجدد ذكرى التأسيس، تعود معي هذه القصيدةالتي كتبتها في السنوات الماضية متزامنةً مع هذه المناسبة العظيمة،لتكون شاهدًا على الاعتزاز بتاريخ المملكة وأمجادها المتجددة:
يوم التأسيس.. ذكرى المجد والتاريخ العريق
في يوم تأسيس الوطن نستلهم امجاد الإمام
اللي حفظها من شتاته الفرقه لتوحيدها
عبدالعزيز اللي بلغ من ذروة المجد السنام
سيرة زعيم نباهي ونعتز في تمجيدها
وعياله ملوك العدالة والحضارة والسلام
اللي بحماهم دولة ابن سعود عيد عيدها
سعود أبو خيرين والفيصل كما السيف الحسام
كلمته مثل الساطي الصمصام في توكيدها
وخالد الخالد بجوده في سجلات الكرام
مواقفه تُروى من الأجداد لـواليدها
والفهد يوم إن الكويت استنجدت باسمه وقام
لبّا نداها ما التفت في زيدها وعبيدها
كنه يقول الغدر يا صدام من طبع اللئام
في ظرف وقت أمّن سماها الحر وامطر بيدها
وقف لها صقر الجزيرة وقفة الحر القطام
لين استرد الحق والأعدا تموت يكيدها
ويوم عبدالله تقدم للمهمات الجسام
رقى بنهضتنا وعشنا في الحياة رغيدها
على يمينه نايف وسلطان يا نعم الحزام
هيبتهم تركع جيوش الكفر وأماريدها
شهر على الإرهاب سيف الحق قصاص العظام
بالأجرب الساطي يدك أوكارها ويبيدها
واليوم في حكم الذي بالحق والعدل استقام
سلمانها واركد يا عنترها ويا أبو زيدها
في جنبه محمد قوي الحزم والعزم الهمام
اللي بعزمه ماضي أمجاد الملوك يعيدها
أسس لنا رؤية وطن متجددة في كل عام
أثقل من طويق المنيفة من يزحزح حيدها
رؤية طموحة ومستقبل مشرق
تأتي هذه الذكرى ونحن نشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات،بفضل رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب،وتعزيز مكانة المملكة عالميًا.
ومن خلال المشاريع العملاقة، مثل نيوم والقدية والدرعية والرياضالجديدة، تتحول المملكة إلى وجهة عالمية رائدة تجمع بين الأصالةوالمعاصرة.
ختامًا.. مجد يتجدد
في يوم التأسيس، نقف فخورين بما تحقق، ونستشرف مستقبلًا أكثرإشراقًا، تحت قيادة حكيمة تسير على نهج الأجداد في ترسيخ الأمن،وتعزيز الازدهار، وتحقيق الريادة إنها ذكرى وطنية ليست فقط للاحتفال، بل لاستلهام الدروس والقيمالعظيمة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة.
دامت المملكة العربية السعودية شامخة، ودامت رايتها عالية خفّاقة.
ضيف الله المتعاني